لوكا مودريتش.. من أهوال الحرب إلى قمة المجد الكروي

الاثنين 26 مايو 2025 12:25 م
محمد الدالي




في عالم كرة القدم، كثيرون هم اللاعبون الذين صعدوا إلى القمة، لكن القليل منهم من صنعوا مجدهم من قلب المعاناة.


 النجم الكرواتي لوكا مودريتش هو أحد هؤلاء القلائل، حيث تحولت قصة حياته من ماضٍ مؤلم داخل أجواء الحرب والدمار، إلى أسطورة حقيقية في ملاعب أوروبا والعالم.


 في هذا التقرير، نرصد مسيرة أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ كرة القدم، منذ بداياته المتواضعة، مرورًا بالتحديات التي واجهها، حتى لحظات التألق والتتويج.




النشأة والبدايات الصعبة:


وُلد لوكا مودريتش في 9 سبتمبر 1985، في مدينة زاتار بكرواتيا، وسط أجواء حرب الاستقلال ضد يوغوسلافيا. فقدَ جده خلال الحرب، واضطرت عائلته إلى الفرار والعيش كلاجئين، حيث نشأ في بيئة قاسية أثرت في شخصيته مبكرًا. 


ورغم ذلك، وجد في كرة القدم متنفسًا له بعيدًا عن الرصاص والقنابل، وبدأ يمارسها في ملاعب السيارات والملاجئ.


البدايات الكروية:


بدأ مشواره الكروي في أكاديمية دينامو زغرب، بعد أن تم رفضه عدة مرات بسبب بنيته الجسدية النحيلة. رغم الصعوبات، واصل العمل والاجتهاد، وتمت إعارته إلى نادي "زرينيسكي" البوسني حيث أظهر مهارات لافتة، ثم إلى "إنتر زابريج"، قبل أن يعود إلى دينامو زغرب ويتألق بشكل واضح.


الاحتراف والنجومية:


في عام 2008، انتقل مودريتش إلى توتنهام هوتسبير الإنجليزي، وهناك تألق في الدوري الأقوى بدنيًا في العالم. ثم في 2012، انتقل إلى ريال مدريد، ورغم بداية صعبة، أصبح أحد أعمدة الفريق وحقق معه أعظم الإنجازات.


أبرز الإنجازات:


مع ريال مدريد، حصد مودريتش 28بطولة:


6 ألقاب دوري أبطال أوروبا

6 كأس عالم للأندية 

5 السوبر الإسباني 

4 الدوري الإسباني

5 السوبر الأوروبي 

 2 كأس الملك





كما قاد منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم 2018، وحصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم في نفس العام، ليكسر احتكار ميسي ورونالدو للجائزة.


الحياة الشخصية:


مودريتش معروف بتواضعه وهدوئه خارج الملعب، وهو متزوج من فانجا بوسنيتش وله ثلاثة أطفال. 


يحافظ على خصوصية حياته الشخصية ويُعرف بانضباطه العالي داخل وخارج المستطيل الأخضر.


تُعد مسيرة لوكا مودريتش نموذجًا ملهمًا لكل من يواجه الصعاب، فقد أثبت أن الإيمان بالموهبة والعمل الدؤوب قادران على تحويل المعاناة إلى إنجاز، وأن كرة القدم ليست فقط لعبة مهارات، بل أيضًا قصة إنسانية عميقة تُروى داخل كل مباراة.